الصباح اليمني – مساحة حرة|
تعود فكرة “العنف الجامعي” إلى الواجهة من جديد، ولكن بشكل آخر، يحمل طابع “إستعلائي ذاتي” أقل خطورة من سابقه المعروف بأحداث فبرايل وما تلاها من التشاحن والتناحر، والاختلافات الفكرية، وكذلك الصراعات المذهبية، التي أمتدت لفترة وجيزة فقط، ثم سرعان ما انطفأت بفعل اصطدامها بالوعي العالي لدى المجتمع العلمي (طلاب وأكاديميين) في جامعة صنعاء، ولن نسمح أن تتحول جامعة صنعاء إلى منبر هدم كما كان عليه الحال حين كان الوطن برمته مستباحاً من الخارج وتتعرض سيادته للانتهاك بمباركة ومشاركة من نظام الحكم الفاسد.
النمط الجديد لهذه الظاهرة “العنف الجامعي” يبدو أنه عاد للواجهة في الآونة الأخيرة، ويبدو أيضاً أنه لا يزال منحصراً في جامعة صنعاء، ويبدو أيضاً أن هذه الظاهرة أصبح لها رصيد من ديمومة التراكميات السابقة وعلى مدى سنوات، الأمر الذي سارع من شحن نفوس الجزء الأكبر من الشريحة الطلابية، والذين لم يعودوا يحتملون هذا الواقع، واستمرار وضع كهذا مع تجاهل التعاطي معه، ومنعه من قبل الجهات المعنية قد يؤدي لانفجار في ردة فعل الطلاب وثورة طلابية كالبركان الذي يثور فجأة، وما نسرده هنا هو ما نحذر من استمراره والسكوت عنه، وللتوضيح أكثر سنلخص أبرز هذه السلوكيات والتصرفات التي نجملها تحت عنوان واحد هو “العنف الجامعي” كما يلي: الاستعلائية والاستبدادية السلطوية، والشكليات الديمقراطية المدعية زوراً وبهتاناً، بالإضافة إلى المناطقية، والعنصرية، كما هول الحال مع أحد الدكاترة، أتحفظ على ذكر أسمه، عندما يهاجم طلابه، ويخص كلاً منهم، بذكر منطقته، ومسقط رأسه، قائلاَ: يا أصحاب صنعاء! يا بني بهلول!! يا أصحاب ريمة وإلخخخ..
وأيضاً .. تلح علينا الضرورة سرد حقائق بشيء من التفصيل، أنا وضمن الأغلبية في كلية الآدب والعلوم الإنسانية – جامعة صنعاء القديمة، بأقسامها الضئيلة العدد، إذ نشكوا من سلوكيات سيئة يمارسها ضدنا بعض الأساتذة الذين يصرون في كل محاضرة على مضايقتنا ومضايقة الزميلات على وجه الخصوص، والإساءة لنا، وأستحقارنا، والتلفظ بألفاظ لا نستحقها، وبالتالي لا تليق بأكاديمي، بالإضافة إلى ممارسة السخرية على ثوابت مجتمعنا اليمني، وكذلك الثوابت الإسلامية!.
نعم يا سادة هذا ما يعاش في جامعة صنعاء، وما خفي كان أعظم، وكل ما تم سرده آنفاً، وما قد يحدث مستقبلاً يمكن أن ينطبق على المثل الشعبي: “الشي اذا زاد عن حده ينقلب ضده”.
وهذه الصفات السيئة تناقض الموصفات التي يجب أن يتحلى بها الدكاترة والأكاديميين طبقاً لأنظمة وقوانين التعليم العالي والبحث العلمي، نذكر أهمها على النحو الآتي: الأمانة والخلق القويم، والترفع عن كل ما هو مخل بشرف الوظيفة، والاسهام في تطور تخصصه العلمي، وأن يثير في طلابة حب العلم والمعرفة والتفكير العلمي السليم، كما لا يحق له ممارسة أنشطته السياسية إلا خارج أسوار الحرم الجامعي، ومن الجدير ذكره بأن الدستور لا يسمح لتمرير الأنشطة الفكرية والإيدلوجية الموجهة أو المؤدلجة في أروقة الجامعات الواقعة في دولة تؤمن باستقلال الرسالة العلمية الأكاديمية، وعزل السياسة عن العلم.
مظهر آخر من مظاهر هذا السلوك الغير سوي، بدأ يشكل خطر، وبشكل لافت يتمثل في تنامي بعض النشاطات المغلفة تحت غطاء حزبي والتعددية السياسية وحرية التعبير والفكر، بهدف نشر وترويج أفكار وقيم، تتعارض مع الثوابت الدينية، والثوابت القوميه والعربية، والهوية اليمنية الإيمانية، وفي أحياناً كثيرة أصبحت مثل هذه الانشطة تهدف بشكل مباشر إلى التشكيك في صحة وأحقية الموقف الوطني في الصمود امام العد/ون.
وختاماً، ندعو إلى النظر بجدية إلى شكوانا، ومعالجة الإشكاليات التي ذكرت سابقا، وإيقافها باكراً، وقبل فوات الآوان، وقبل أن يحدث مالا يحمد عقباه، ونتمنى أن نجد لهذه الكلمات آذان صاغية.
صورة مع التحية إلى عمادة كلية الآدب والعلوم الإنسانية، ورئاسة جامعة صنعاء.
المصدر: حائط الكاتب على الفيس بوك
خليك معنا